التوحيد عند الشيعة

التوحيد عن شيعةاهل البيت عليهم السلام
يعتقد الشيعة بعقيدة النبي واهل البيت عليهم الصلاة والسلام بناءا على ماورد من النصوص منها:-
( خطبة النبي صلى الله عليه واله في التوحيد)
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى والهيثم بن أبي مسروق النهدي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب كلهم عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله عن أبيه " عليهما السلام " قال قال رسول الله ص في بعض خطبه :

الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا وفي أزليته متعظما بالإلهية متكبرا بكبريائه وجبروته ابتدأ ما ابتدع وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق بشيء مما خلق ربنا القديم بلطف ربوبيته وبعلم خبره فتق وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق وبنور الإصباح فلق فلا مبدل لخلقه ولا مغير لصنعه ولا معقب لحكمه ولا راد لأمره ولا مستراح عن دعوته ولا زوال لملكه ولا انقطاع لمدته وهو الكينون أولا والديموم أبدا المحتجب بنوره دون خلقه في الأفق الطامح والعز الشامخ والملك الباذخ فوق كل شيء علا ومن كل شيء دنا فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى وهو بالمنظر الأعلى فأحب الاختصاص بالتوحيد إذ احتجب بنوره وسما في علوه واستتر عن خلقه وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه ويكون رسله إليهم شهداء عليهم وابتعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعد ماأنكروا ويوحدوه بالإلهية بعد ما عضدوا توحيد الصدوق | باب التوحيد ونفي التشبيه | الصفحة 44 | الحديث الرابع من الباب |

ومن خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) في التوحيد
مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ، وَلا حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ، وَلا إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ، وَلا صَمَدَهُ([2]) مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَتَوَهَّمَهُ. كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ، وَكُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ. فَاعِلٌ لا بِاضْطِرَابِ آلَةٍ، مُقَدِّرٌ لا بِجَوْلِ فِكْرَةٍ، غَنِيٌّ لا بِاسْتِفَادَةٍ. لا تَصْحَبُهُ الأَوْقَاتُ، وَلا تَرْفِدُهُ([3]) الأَدَوَاتُ، سَبَقَ الأَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالإبْتِدَاءَ أَزَلُهُ. بِتَشْعِيرِهِ الْـمَشَاعِرَ([4]) عُرِفَ أَنْ لا مَشْعَرَ لَهُ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الأُمُورِ عُرِفَ أَنْ لا ضِدَّ لَهُ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لا قَرِينَ لَهُ. ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ، وَالْوُضُوحَ بِالْبُهْمَةِ([5])، وَالْـجُمُودَ بِالْبَلَلِ، وَالْـحَرُورَ بِالصَّرَدِ([6]). مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا، مُقَارِنٌ بَيْنَ مُتَبَايِنَاتِهَا، مُقَرِّبٌ بَيْنَ مُتَبَاعِدَاتِهَا، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا. لا يُشْمَلُ بِحَدّ ٍ ، وَلا يُحْسَبُ بِعَدٍّ، وَإِنَّمَا تَحُدُّ الأَدَوَاتُ أَنْفُسَهَا، وَتُشِيرُ الآلاَتُ إِلَى نَظَائِرِهَا، مَنَعَتْهَا «مُنْذُ» الْقِدْمَةَ، وَحَمَتْهَا «قَدُ» الأَزَلِيَّةَ، وَجَنَّبَتْهَا «لَوْلَا»([7]) التَّكْمِلَةَ! بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ، وَبِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ. لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَالْـحَرَكَةُ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ، وَيَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ، وَيَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَةُ! إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ، وَلَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ، وَلاَمْتَنَعَ مِنَ الأَزَلِ مَعْنَاهُ، وَلَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ، وَلاَلْـتَمَسَ الـتَّمامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ. وَإِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْـمَصْنُوعِ فِيهِ، وَلَتَحَوَّلَ دَلِيلاً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولاً عَلَيْهِ، وَخَرَجَ بِسُلْطَانِ الامْتِنَاعِ([8]) مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ مَا يُؤثِّرُ فِي غَيْرِهِ. الَّذِي لا يَحُولُ وَلا يَزُولُ، وَلا يَجُوزُ عَلَيْهِ الأُفُولُ. لَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مَوْلُوداً، وَلَمْ يُولَدْ فَيَصِيرَ مَحْدُوداً، جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الأَبْنَاءِ، وَطَهُرَ عَنْ مُلاَمَسَةِ النِّسَاءِ. لا تَنَالُهُ الأَوْهَامُ فَتُقَدِّرَهُ، وَلا تَتَوَهَّمُهُ الْفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ، وَلا تُدْرِكُهُ الْـحَوَاسُّ فَتُحِسَّهُ، وَلا تَلْمِسُهُ الأَيْدِي فَتَمَسَّهُ. لا يَتَغَيَّرُ بِحَالٍ، وَلا يَتَبَدَّلُ فِي الأَحْوَالِ، وَلا تُبْلِيهِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ، وَلا يُغَيِّرُهُ الضِّيَاءُ وَالظَّلاَمُ، وَلا يُوصَفُ بِشَيءٍ مِنَ الأَجْزَاءِ، وَلا بِالْـجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ، وَلا بِعَرَضٍ مِنَ الأَعْرَاضِ([9])، وَلا بِالْغَيْرِيَّةِ وَالأَبْعَاضِ. وَلاَ يُقَالُ: لَهُ حَدٌّ وَلا نِهَايَةٌ، وَلا انقِطَاعٌ وَلا غَايَةٌ، وَلا أَنَّ الأَشْيَاءَ تَحْوِيهِ فَتُقِلَّهُ([10]) أَوْ تُهْوِيَهُ([11])، أَوْ أَنَّ شَيْئاً يَحْمِلُهُ، فَيُمِيلَهُ أَوْ يُعَدِّلَهُ. لَيْسَ فِي الأَشْيَاءِ بِوَالِجٍ، وَلا عَنْهَا بِخَارِجٍ. يُخْبِرُ لا بِلِسَانٍ وَلَـهوَاتٍ([12])، وَيَسْمَعُ لا بِخُروُقٍ وَأَدَوَاتٍ، يَقُولُ وَلا يَلْفِظُ، وَيَحْفَظُ وَلا يَتَحَفَّظُ([13])، وَيُرِيدُ وَلا يُضْمِرُ. يُحِبُّ وَيَرْضَى مِنْ غَيْرِ رِقَّةٍ، وَيُبْغِضُ وَيَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ. يَقُولُ لِـمَا أَرَادَ كَوْنَهُ: >كُنْ فَيَكُونُ، لا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ، وَلا بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ، وَإِنَّمَا كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذلِكَ كَائِناً، وَلَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إِلهاً ثَانِياً. لاَ يُقَالُ: كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، فَتَجْرِيَ عَلَيْهِ الصِّفَاتُ الْـمُحْدَثَاتُ، وَلا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ فَصْلٌ، وَلا لَهُ عَلَيْهَا فَضْلٌ، فَيَسْتَوِيَ الصَّانِعُ والْـمَصْنُوعُ، وَيَتَكَافَأَ الْـمُبْتَدَعُ وَالْبَدِيعُ. خَلَقَ الْـخَلاَئِقَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ خَلَا مِنْ غَيْرِهِ، وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى خَلْقِهَا بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. وَأَنْشَأَ الأَرْضَ فَأَمْسَكَهَا مِنْ غَيْرِ اشْتِغَالٍ، وَأَرْسَاهَا عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ، وَأَقَامَهَا بِغَيْرِ قَوَائِمَ، وَرَفَعَهَا بِغَيْرِ دَعَائِمَ، وَحَصَّنَهَا مِنَ الأَوَدِ وَالاعْوِجَاجِ، وَمَنَعَهَا مِنَ التَّهَافُتِ وَالإنْفِرَاجِ([14])، أَرْسَى أَوْتَادَهَا، وَضَرَبَ أَسْدَادَهَا([15])، وَاسْتَفَاضَ عُيُونَهَا([16])، وَخَدَّ أَوْدِيَتَهَا، فَلَمْ يَهِنْ مَا بَنَاهُ، وَلا ضَعُفَ مَا قَوَّاهُ. هُوَ الظّاهِرُ عَلَيْهَا بِسُلْطَانِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَهُوَ الْبَاطِنُ لَـهَا بِعِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَالْعَالِـي عَلَى كَلِّ شَيْءٍ مِنهَا بِجَلَالِهِ وَعِزَّتِهِ. لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ مِنْهَا طَلَبَهُ، وَلا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ فَيَغْلِبَهُ، وَلا يَفُوتُهُ السَّرِيعُ مِنْهَا فَيَسْبِقَهُ، وَلا يَحْتَاجُ إِلَى ذِي مَالٍ فَيَرْزُقَهُ . خَضَعَتِ الأَشْيَاءُ لَهُ، وَذَلَّتْ مُسْتَكِينَةً لِعَظَمَتِهِ، لا تَسْتَطِيعُ الْـهَرَبَ مِنْ سُلْطَانِهِ إِلَى غَيْرِهِ فَتَمْتَنِعَ مِنْ نَفْعِهِ وَضَرِّهِ، وَلا كُفءَ لَهُ فَيُكَافِئَهُ، وَلا نَظِيرَ لَهُ فَيُسَاوِيَهُ. هُوَ الْـمُفْنِي لَـهَا بَعْدَ وُجُودِهَا، حَتَّى يَصِيرَ مَوْجُودُهَا كَمَفْقُودِهَا. وَلَيْسَ فَنَاءُ الدُّنْيَا بَعْدَ ابْتِدَاعِهَا بِأَعْجَبَ مِنْ إنْشَائِهَا وَاخْتِرَاعِهَا، وَكَيفَ وَلَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ حَيَوانِهَا مِنْ طَيْرِهَا وَبَهَائِمِهَا، ومَا كَانَ مِنْ مُرَاحِهَا([17])وَسَائِمِهَا([18])، وَأَصْنَافِ أَسْنَاخِهَا([19]) وَأَجْنَاسِهَا، وَمُتَبَلِّدَةِ([20]) أُمَمِهَا وَأَكْيَاسِهَا([21])، عَلَى إِحْدَاثِ بَعُوضَةٍ، مَا قَدَرَتْ عَلَى إِحْدَاثِهَا، وَلا عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى إِيجَادِهَا، وَلَتَحَيَّرَتْ عُقُولُـهَا فِي عِلْمِ ذلِكَ وَتاهَتْ، وَعَجِزَتْ قُوَاهَا وَتَنَاهَتْ، وَرَجَعَتْ خَاسِئَةً حَسِيرَةً([22])، عَارِفَةً بِأَنَّهَا مَقْهُورَةٌ، مُقِرَّةً بِالْعَجْزِ عَنْ إِنْشَائِهَا، مُذْعِنَةً بِالضَّعْفِ عَنْ إفْنَائِهَا! وَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ لا شَيْءَ مَعَهُ، كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، كَذلِكَ يَكُونُ بَعْدَ فَنَائِهَا، بِلاَ وَقْتٍ وَلا مَكَانٍ، وَلا حِينٍ وَلا زَمَانٍ، عُدِمَتْ عِنْدَ ذلِكَ الآجَالُ وَالأَوْقَاتُ، وَزَالَتِ السِّنُونَ وَالسَّاعَاتُ، فَلاَ شَيْءَ إلَّا الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الَّذِي إِلَيْهِ مَصِيرُ جَمِيعِ الأُمُورِ، بِلاَ قُدْرَةٍ مِنْهَا كَانَ ابْتِدَاءُ خَلْقِهَا، وَبِغَيْرِ امْتِنَاعٍ مِنْهَا كَانَ فَنَاؤُهَا، وَلَوْ قَدَرَتْ عَلَى الإمْتِنَاعِ لَدَامَ بَقَاؤُهَا. لَمْ يَتَكَاءَدْهُ([23]) صُنْعُ شَيْءٍ مِنْهَا إِذْ صَنَعَهُ، وَلَمْ يَؤُدْهُ([24]) مِنْهَا خَلْقُ مَا بَرَأَهُ وَخَلَقَهُ، وَلَمْ يُكَوِّنْهَا لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ، وَلا لِـخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَنُقْصَانٍ، وَلا لِلاسْتِعَانَةِ بِهَا عَلَى نِدٍّ مُكَاثِرٍ([25])، وَلا لِلاحْترَازِ بِهَا مِنْ ضِدٍّ مُثَاوِرٍ([26])، وَلا لِلازْدِيَادِ بِهَا فِي مُلْكِهِ، وَلا لِـمُكَاثَرَةِ شَرِيكٍ فِي شِرْكِهِ، وَلا لِوَحْشَةٍ كَانَتْ مِنْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَأْنِسَ إِلَيْهَا. ثُمَّ هُوَ يُفْنِيهَا بَعْدَ تَكْوِينِهَا، لا لِسَأَمٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي تَصْرِيفِهَا وَتَدْبِيرِهَا، وَلا لِرَاحَةٍ وَاصِلَةٍ إِلَيْهِ، وَلا لِثِقلِ شَيْءٍ مِنْهَا عَلَيْهِ. لا يُمِلُّهُ طُولُ بَقَائِهَا فَيَدْعُوهُ إِلَى سُرْعَةِ إِفْنَائِهَا، لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ دَبَّرَهَا بِلُطْفِهِ، وَأمسَكَهَا بِأَمْرِهِ، وَأَتْقَنَهَا بِقُدْرَتِهِ. ثُمَّ يُعِيدُهَا بَعْدَ الْفَنَاءِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْهَا، وَلا اسْتِعَانَةٍ بِشَيْءٍ مِنْهَا عَلَيْهَا، وَلا لاِنصِرَافٍ مِنْ حَالِ وَحْشَةٍ إلَى حَالِ اسْتِئْنَاسٍ، وَلا مِنْ حَالِ جَهْلٍ وَعَمًى إِلَى عِلْمٍ وَالْتِمَاسٍ، وَلا مِنْ فَقْرٍ وَحَاجَةٍ إِلَى غِنًى وَكَثْرَةٍ، وَلا مِنْ ذُلٍّ وَضَعَةٍ إِلَى عِزٍّ وَقُدْرَةٍ.

نهج البلاغة خطبة 186
[1] ـ من قوله (عليه السلام): «سبق الأوقات كونه ـ إلى قوله : ـ متدانياتها» رواه بأدنى اختلاف الكليني (ت 329) في الكافي 1: 139 ح 4 وقال: «محمّد بن أبي عبدالله رفعه عن أبي عبدالله (عليه السلام)...»، وكذلك الشيخ الصدوق (ت381) في التوحيد: 308 ح 2 وقال: «حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رحمه الله)، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثني الحسين بن الحسن، قال: حدّثنا عبدالله بن داهر، قال: حدّثني الحسين بن يحيى الكوفي، قال: حدّثني قثم بن قتادة، عن عبدالله ابن يونس، عن أبي عبدالله (عليه السلام)...» وكذلك ابن شعبة (ق 4) في تحف العقول: 63. وروى من قوله (عليه السلام): «لم يتكاءده صنع شيء ـ إلى قوله ـ ضدّ مثاور» ، والثقفي (ت 283) في الغارات 1: 173.
[2] ـ صمده: قصده.
[3] ـ ترفده: تعينه.
[4] ـ المشاعر: الحواس.
[5] ـ البهمة: الظلمة.
[6] ـ الصَرَد: البرد.
[7] ـ منذ، قد، لولا: فواعل للأفعال قبلها، أي كلّ مخلوق يقال فيه: قد وجد، ووجد منذ كذا، وهذا مانع للقدم والأزليّة، وكلّ مخلوق يقال فيه: لولا خالقه ما وجد، فهو ناقص لذاته محتاج للتكملة بغيره.
[8] ـ سلطان الإمتناع: سلطان العزّة الأزلية.
[9] ـ أي من حركة وسكون وانتقال.
[10] ـ تُقلّه: تحمله.
[11] ـ تهويه: تضعه وتسقطه.
[12] ـ اللهوات: جمع لهات، اللحمة في سقف أقصى الفم.
[13] ـ لا يتحفّظ: لا يتكلّف الحفظ.
[14] ـ التهافت: التساقط، والانفراج: الانفصال.
[15] ـ السد: الحاجز والجبل.
[16] ـ استفاض عيونها: أي أفاض ماء عيونها.
[17] ـ المراح: الموضع الذي يراح الإبل إليه بعد الرواح.
[18] ـ السائم: الّذي يرعى من الماشية.
[19] ـ الأسناخ: الاُصول، والمراد منها الأنواع.
[20] ـ المتبلّدة: الغبية.
[21] ـ الأكياس: جمع كيس، العاقل الحاذق.
[22] ـ خاسئة: صاغرة. حسيرة: منقطعة معيبة.
[23] ـ لم يتكاءده: لم يشق عليه.
[24] ـ لم يؤده: لم يثقله.
[25] ـ الند: المثل. المكاثرة: المغالبة بالكثرة.
[26] ـ المثاورة: المواثبة



مقطع في التوحيد من الخطبة الفدكية للزهراء عليها السلام

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في الفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته. ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادةً لعباده عن نقمته، وحياشة منه إلى جنته

كلام الامام الحسن عليه السلام في التوحيد
الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، ولا أمد بحتي ولا شخص فيتجزأ، ولا اختلاف صفة فيتناهي فلا تدرك العقول وأوهامها، ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما، ولا تارك فهلا، خلق الخلق فكان بديئا بديعا، ابتدأ ما ابتدع، وابتدع ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، ذلكم الله رب العالمين



خطبة الامام الحسين عليه السلام في التوحيد
ايها الناس اتَّقُوا هؤُلاءِ المارِقَةَ الَّذِينَ يُشَبِّهُوَن اللهَ بِأنْفُسِهمْ، يُضاهِئونَ[1] قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكِتابِ، بَلْ هُوَ اللهُ لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ، لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصارَ، وَهُوَ اللَّطِيفُ وَهُوَ الخَبِيرُ. استّخلصَ الوَحدانِيَّةَ والجَبَرُوتَ، وأمضَى المَشِيئَةَ والإرادَةَ والقُدرَةَ والعِلمَ بما هُوَ كائِنٌ، لا مُنازِعَ لَهُ في شَيءٍ مِنْ أمرِه، ولا كُفءَ لَهُ يُعادِلُهُ، وَلا ضِدَّ لَهُ يُنازِعُهُ، ولا سَمِّي لَهُ يُشابِهُهُ، ولا مِثْلَ لَهُ يُشاكِلُهُ، لا تَتَداولُهُ الأُمورُ، ولا تَجرِي عَلَيهِ الأحْوالُ، ولا تَنزِلُ عَلَيهِ الأحْداثُ، ولا يَقدِرُ الواصِفُونَ كُنْهَ عَظَمَتِه، ولا يَخطُرُ عَلى القُلُوبِ مَبلَغُ جَبَرُوتِهِ، لأنَّه لَيسَ لَهُ في الأشْياءِ عَدِيلٌ، ولا تُدرِكُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها، ولا أهلُ التَّفكِيرِ بِتَفكِيرِهِمْ إلاّ بِالتَّحقِيقِ[2] إيقاناً بِالغَيبِ، لأّنَّهُ لا يُوصَفُ بِشَيءٍ مِن صَفاتِ المَخلوُقِينَ، وَهُوَ الواحِدُ الصّمَدُ، ما تَصَوَّرَ في الأوهامِ فَهُوَ خِلافُهُ، لَيسَ بِرَبٍّ مَنْ طُرِحَ تَحْتَ البَلاغِ، وَمَعْبُودٍ مَن وجِدَ في هواءٍ أو غَيرِ هَواءٍ، هُوَ في الأشْياءِ كائِنٌ لا كَينُونَةَ مَحظُورٍ[3] بِها عَلَيهِ، وَمِنَ الأَشْياءِ بائنٌ لا بَينُونَةَ غائبٍ عَنها، لَيسَ بِقادِرٍ مَن قارَنَهُ ضِدٌّ أوْ ساواهُ نِدٌّ، لَيسَ عَن الدَّهرِ قِدَمُهُ ولا بِالنّاحِيةِ أمَمُهُ[4]، احتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احتَجَبَ عَنِ الأبصار، وعَمَّنْ في السَّماءِ احِتجابُهُ كَمَنْ في الأرضِ، قُربُهُ كَرامَتُهُ وبُعده أهانَتُهُ، لا تُحلّهُ (في) ولا تُوَقِّتُهُ (إذ) ولا تُؤامِرُهُ (إنْ)، عُلُوُّهُ مِنْ غَيرِ تَوَقُّلٍ[5]، وَمَجِيئُهُ مِنْ غَيرِ تَنَقُّلٍ، يُوجِدُ المفقُودَ ويُفْقِدُ المَوجُودَ، ولا تَجتمِعُ لِغَيرِهِ الصِّفَتانِ في وَقتٍ، يُصِيبُ الفِكرُ مِنْهُ الإيمانَ به مَوجُوداً وَوُجُودُ الإيمانِ لا وُجُودُ صفةٍ، بِه تُوصَفُ الصِّفاتُ لا بِها يُوصَفُ، وبِه تُعرَفُ المعَارِفُ لا بِها يُعرَفُ، فَذلِكَ اللهُ لا سَمِيَّ لَهُ، سُبحانَهُ لَيسَ كَمِثْلِه شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البصيرُ



كلام الامام السجاد عليه السلام في التوحيد

الحمد لله الأول بلا أول كان قبله ، والآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين ، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا ، واخترعهم على مشيئته اختراعا ، ثم سلك بهم طريق إرادته ، وبعثهم في سبيل محبته ، لا يملكون تأخيرا عما قدمهم إليه ، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخرهم عنه ، وجعل لكل روح منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه ، لا ينقص من زاده ناقص ، ولا يزيد من نقص منهم زائد .) قال الامام علي بن الحسين السجاد(ع) ( لا يوصف الله تعالى بالمحدودية ، عظم الله ربّنا عن الصفة ، وكيف يوصف بمحدودية من لا يُحَدّ ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .

قال الامام علي بن الحسين السجاد(ع) قال علي بن الحسين عليه السلام : ( نور لا ظلام فيه ، وحياة لا موت فيه ، وصمد لا مدخل فيه ، ثم قال عليه السلام : (من كان ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، وكان نعته لا يشبه نعت شئ فهو ذاك ). قال الامام علي بن الحسين السجاد(ع) (إلهي بدت قدرتك ، ولم تبد هيبة ، فجهلوك وقدروك بالتقدير على غير ما أنت به ، شبهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شئ ، إلهي ولن يدركوك ، وظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتأولوك بل ساووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك فتعاليت يا إلهي عما به المشبهون نعتوك

روايات اخرى عن الائمة عليهم السلام
بعض من بعض الاخبار المعتبرة الشاملة للصحيح والموثق والحسن من كتاب التوحيد
[الباب (1) باب ثواب الموحِّدين والعارفين]
[الحديث رقم: 2 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير العبادة قول لا إله إلا الله .
[الحديث رقم : 3 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شئ أعظم ثواباً من شهادة أن لا إله إلا الله ، لأنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يعدله شئ ، ولا يشركه في الأمر أحدٌ .
[ الحديث رقم : 5 صحيح ] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - ، قال حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده [ عليهم السلام ] ، قال : قال رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم ] : من مات ولا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة .
ابن التيهان: الشرك - كما لا يخفى على المتتبع لأخبار أهل البيت عليهم السلام - مفهوم عام يشمل حتى مثل من لم يتبع من نصبهم الله تعالى . وعليه فالتنكير في (شيئاً) مع وقوعه في سياق النَّفي، دال على العموم . وأما قوله صلى الله عليه وآله (دخل الجنة) فالمراد - جمعاً بين الأخبار - أن غايته هي الجنة، لا أنه لا يعاقب على فرض المعصية . وسيأتي ما ينفع في الحديث السادس والعشرين من هذا الباب
[الحديث : 16 صحيح] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد ، عن أبان وغيره ، عن الصادق عليه السلام قال : من ختم صيامه بقول صالح ، أو عمل صالح تقبل الله منه صيامه ، فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة .
[الحديث : 26 صحيح ] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عز وجل .
[الحديث : 33 صحيح ] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم و أبي أيوب ، قالا : قال أبو عبد الله عليه السلام : من قال : لا أله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا إلا من زاد .
[ الباب (2) باب التَّوحيد ونفي التَّشبيه ]
[الحديث رقم : 4 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب كلهم ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض خطبه : الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا ، وفي أزليته متعظما بالإلهية ، متكبرا بكبريائه وجبروته. ابتدأ ما ابتدع ، وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق بشئ مما خلق ، ربنا القديم بلطف ربوبيته ، وبعلم خبره فتق . وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، وبنور الاصباح فلق ، فلا مبدل لخلقه ، ولا مغير لصنعه ، ولا معقب لحكمه ، ولا راد لأمره ، ولا مستراح عن دعوته، ولا زوال لملكه ، ولا انقطاع لمدته ، وهو الكينون أولاً والديموم أبداً ، المحتجب بنوره دون خلقه في الأفق الطامح ، والعز الشامخ ، والملك الباذخ ، فوق كل شئ علا ، و من كل شئ دنا ، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى ، وهو بالمنظر الأعلى ، فأحبَّ الاختصاص بالتوحيد إذ احتجب بنوره ، وسما في علوه ، واستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه ويكون رسله إليهم شهداء عليهم ، وابتعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته ، بعد ما أنكروا ويوحدوه بالإلهية بعد ما عضدوا.
[الحديث رقم : 7 صحيح ] أبي - رحمه الله - ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، و يعقوب بن يزيد جميعا ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سمعته يقول في قوله عز وجل : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) قال : هو توحيدهم لله عز وجل .
[الحديث رقم : 21 صحيح] أبي - رحمه الله - ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في سجوده : يا من علا فلا شئ فوقه ، يا من دنا فلا شئ دونه ، اغفر لي ولأصحابي .
[الباب (3) باب معنى الواحد والتَّوحيد والموحِّد]
[الحديث رقم: 1 صحيح ] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام ، ما معنى الواحد ؟ فقال : المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية.
[الباب (4) باب تفسير قل هو الله أحد]
[الحديث رقم : 8 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : انسب لنا ربك ، فلبث ثلاثا لا يجيبهم ، ثم نزلت هذه السورة إلى آخرها ، فقلت له : ما الصمد ؟ فقال : الذي ليس بمجوف .
[الحديث 9: صحيح ] أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن أبي السري ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيءٍ من التوحيد ، فقال : إن الله - تباركت أسماؤه التي يدعى بها وتعالى في علو كنهه - واحد ، توحَّد بالتوحيد في علوِّ توحيده ، ثم أجراه على خلقه فهو واحد ، صمد ، قدوس ، يعبده كل شئ ويصمد إليه كل شئ ، ووسع كل شئ علما .
[الحديث 13 صحيح] حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ ، فقال : لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه سبعون ألف ملك وفيهم جبرئيل يصلون عليه ، فقلت : يا جبرئيل بم استحق صلاتكم عليه ؟ قال : بقراءة قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا .
[الباب (6) باب أنَّه عزَّ وجلَّ ليس بجسم ولا صورة]
[الحديث رقم : 19 صحيح ] حدثني محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل صورة الإنسان ، وقال آخر : إنه في صورة أمرد جعد قطط ،فخر أبو عبد الله ساجدا ، ثم رفع رأسه ، فقال : سبحان الله الذي ليس كمثله شئ ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به علم ، لم يلد لأن الولد يشبه أباه ، ولم يولد فيشبه من كان قبله ، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد ، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا .
[الباب (7) باب أنه تبارك وتعالى شيءٌ]
[الحديث رقم : 3 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى خلو من خلقه ، وخلقه خلو منه وكل ما وقع عليه اسم شئ ما خلا الله عز وجل فهو مخلوق ، والله خالق كل شئ ، تبارك الذي ليس كمثله شئ .
[الحديث رقم : 4 صحيح ] حدثنا حمزة بن محمد العلوي - رحمه الله - ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية ، عن خيثمة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :إن الله تبارك وتعالى خلو من خلقه ، وخلقه خلو منه ، وكل ما وقع عليه اسم شئ ما خلا الله عز وجل فهو مخلوق والله تعالى خالق كل شئ .
[الحديث رقم : 5 صحيح ] حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي المغرَّا ، رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال :إن الله تبارك وتعالى خلو من خلقه ، وخلقه خلو منه وكل ما وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله عز وجل .
[الحديث رقم : 8 صحيح ]حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور - رحمه الله - ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن بطة ، قال : حدثني عدة من أصحابنا ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : قال لي أبو الحسن عليه السلام :ما تقول إذا قيل لك : أخبرني عن الله عز وجل شئ هو أم لا ؟قال فقلت له : قد أثبت الله عز وجل نفسه شيئا حيث يقول : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فأقول : إنه شئ لا كالأشياء ، إذ في نفي الشيئية عنه إبطاله ونفيه .قال لي : صدقت وأصبت ، ثم قال لي الرضا عليه السلام : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب : نفي، وتشبيه ، وإثبات بغير تشبيه ، فمذهب النفي لا يجوز ، ومذهب التشبيه لا يجوز لأن الله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء ، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه .
[الباب (8) باب ما جاء في الرؤية]
[ الحديث رقم : 1 صحيح ] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام قال :مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - على رجل وهو رافع بصره إلى السماء يدعو ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : غض بصرك فإنك لن تراه . وقال : ومر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اقصر من يديك فإنك لن تناله .
[ الحديث رقم : 3 صحيح ]حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، قال : ذاكرت أبا عبد الله عليه السلام فيما يروون من الرؤية ، فقال :الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب
[ الحديث رقم : 4 صحيح ]أبي رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه جبرئيل قط ، فكشف لي فأراني الله عز وجل من نور عظمته ما أحب .
[ الحديث رقم : 6 صحيح ] أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الموصلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته ؟ فقال : ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره ، قال : وكيف رأيته ؟ قال : ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان .
[ الحديث رقم : 7 صحيح ] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن إسحاق ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن الرؤية وما فيه الناس فكتب عليه السلام : لا يجوز الرؤية ما لم يكن بين والمرئي هواء ينفذه البصر ، فإذا انقطع الهواء وعدم الضياء بين الرائي والمرئي لم تصح الرؤية وكان في ذلك الاشتباه، لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان في ذلك التشبيه ، لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات.
[ الحديث رقم : 9 صحيح ] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي ، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله التوحيد ، فقال أبو قرة : إنا روينا أن الله عز وجل قسم الرؤية والكلام بين اثنين ، فقسم لموسى عليه السلام الكلام ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الرؤية ، فقال أبو الحسن عليه السلام فمن المبلغ عن عز وجل إلى الثقلين الجن والإنس ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )
( ويحيطون به علما ) و ( ليس كمثله شئ ) أليس محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال : بلى ؟قال : فكيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) ( ولا يحيطون به علما ) ( وليس كمثله شئ ) ثم يقول : أنا رأيته بعيني ، وأحطت به علما وهو على صورة البشر ، أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي عن الله بشئ ، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ! .قال أبو قرة : فإنه يقول : ( ولقد رآه نزلة أخرى )فقال أبو الحسن عليه السلام : إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى ، حيث قال : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) يقول : ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما رأت عيناه ، ثم أخبر بما رأى فقال : لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، فآيات الله عز وجل غير الله : وقد قال : ( ولا يحيطون به علما ) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ، ووقعت المعرفة ،فقال أبو قرة فتكذب بالروايات؟ !فقال أبو الحسن عليه السلام : إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبت بها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علم، ولا تدركه الأبصار ، وليس كمثله شئ .
[ الحديث رقم : 10 صحيح ] أبي رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قال :إحاطة الوهم ، ألا ترى إلى قوله : ( قد جاءكم بصائر من ربكم ) ليس بمعنى بصر العيون ( فمن أبصر فلنفسه ) ليس يعني من البصر بعينه ( ومن عمي فعليها ) لم يعن عمي العيون ، إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال : فلان بصير بالشعر ، وفلان بصير بالفقه ، وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب ، والله أعظم من أن يُرى بالعين.
[ الحديث رقم : 11 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن الله عز وجل هل يوصف ؟ فقال :أما تقرء القرآن ؟ ! قلت : بلى ، قال : أما تقرأ قوله عز وجل : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قلت : بلي ، قال : فتعرفون الأبصار ؟ قلت : بلى ، قال : وما هي ؟ قلت : أبصار العيون فقال : إن أوهام القلوب أكثر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام .
[ الحديث رقم : 16 صحيح ]حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ربه عز وجل يعني بقلبه .
[ الحديث رقم : 21 صحيح ] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمه الله - ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام ، : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ؟فقال عليه السلام : يا أبا الصلت ؛ إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على جميع خلقه من النبيين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، ومتابعته متابعته ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، فقال عز وجل : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ) ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهم) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله ) درجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة أرفع الدرجات ، فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى .قال : فقلت له : يا ابن رسول الله؛ فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله ؟ فقال عليه السلام : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عز وجل : ( كلُّ مَن عليها فَانٍ و يبقى وجهُ ربِّك ) وقال عز وجل : ( كلُّ شئ هالكٌ إلاَّ وجهَهُ ) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه - عليهم السلام - في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ) وقال عليه السلام : ( إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني ) . يا أبا الصلت إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان ، ولا تدركه الأبصار والأوهام .فقال : قلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان ؟فقال : نعم ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء ، قال : فقلت له : إن قوما يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين ! فقال عليه السلام : ما أولئك منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وكذبنا ، ولا من ولايتنا على شئ ، ويخلد في نار جهنم ، قال الله عز وجل : ( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ )وقال النبي صلى الله عليه وآله : ( لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما أهبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام ، ففاطمة حوراء إنسية ، وكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها السلام .
[الباب (9) باب القدرة]
[الحديث رقم : 3 صحيح ] حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن أبي نصر ، قال : جاء قوم من وراء النهر إلى أبي الحسن عليه السلام ، فقالوا له : جئناك نسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم ،فقال : سلوا ،فقالوا : أخبرنا عن الله أين كان ، وكيف كان ، وعلى أي شئ كان اعتماده ؟فقال : إن الله عز وجل كيَّف الكيفَ فهو بلا كيف ، وأيَّنَ الأينَ فهو بلا أينٍ ، وكان اعتماده على قدرته .فقالوا : نشهد أنك عالم . ابن التيهان :قوله - عليه السلام - : (وكان اعتماده على قدرته) أي: على ذاته، لوضوح أن القدرة عين الذات .
[الحديث رقم : 5 صحيح ] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :إن إبليس قال : لعيسى بن مريم عليه السلام : أيقدر ربك على أن يدخل الأرض في بيضة لا يصغر الأرض ولا يكبِّر البيضة ؟ فقال عيسى عليه السلام : ويلك إن الله لا يوصف بعجز . ومن أقدر ممن يلطِّف الأرض ويعظِّم البيضة .
[الحديث رقم : 6 صحيح ] حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمَّاد بن عيسى ، عن ربعيِّ بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :إن الله عز وجل لا يوصف . قال : وقال زرارة : قال أبو جعفر عليه السلام : إن الله عز وجل لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه : ( وما قدروا الله حقَّ قدره ) ؟! فلا يوصف بقدرة إلا كان أعظم من ذلك .
[الحديث رقم : 7 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن الحسين ابن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :قال أبي عليه السلام : إن محمد بن علي ابن الحنفية كان رجلا رابط الجاش - وأشار بيده - وكان يطوف بالبيت فاستقبله الحجاج ، فقال : قد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك ، قال له محمد : كلا ، إن لله تبارك اسمه في خلقه كل يوم ثلاثمائة لحظة أو لمحة ، فلعلَّ إحداهن تكفك عني .
[الحديث رقم : 10 صحيح ]حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي - عبد الله عليه السلام قال :جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أيقدر أن يدخل الأرض في بيضة ولا يصغر الأرض ولا يكبر البيضة ؟ فقال : ويلك ، إن الله لا يوصف بالعجز ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة .
[الحديث رقم : 11 صحيح ] حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي رحمه الله ، قال : حدثنا أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال : هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة ؟قال : نعم ، وفي أصغر من البيضة ، قد جعلها في عينك وهي أقل من البيضة ، لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما ، ولو شاء لأعماك عنها .
[الحديث رقم : 13 صحيح ] حدثنا حمزة بن محمد العلوي - رحمه الله -، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل ( مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) فقال : هو واحد ، أحدي الذات ، بائن من خلقه ، وبذاك وصف نفسه ، وهو بكل شئ محيط بالإشراف والإحاطة والقدرة لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر بالإحاطة والعلم لا بالذات لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة، فإذا كان بالذات لزمه الحواية .
[الحديث رقم : 16 صحيح ] حدثنا أبي - رحمه الله - ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال أبو شاكر الديصاني : إن في القرآن آية هي قوة لنا ، قلت : وما هي ؟ فقال : ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) فلم أدر بما أجيبه ، فحججت فخبَّرت أبا عبد الله عليه السلامفقال : هذا كلام زنديق خبيث ، إذا رجعت إليه فقل له : ما اسمك بالكوفة ، فإنه يقول: فلان. فقل : ما اسمك بالبصرة ، فإنه يقول: فلان . فقل : كذلك الله ربنا في السماء إله وفي الأرض إله وفي البحار إله وفي كل مكان إله ،قال : فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال : هذه نقلت من الحجاز .
[ الباب (10) باب العلم ]
[ الحديث رقم : 2 صحيح ] أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمهما الله - ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن الكاهلي ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في دعاء : ( الحمد لله منتهى علمه ) فكتب إلي : لا تقولن منتهى علمه ، ولكن قل : منتهى رضاه .
[ الحديث رقم : 6 صحيح ] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الأشعري ، عن علي بن إسماعيل ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، قال : سألته - يعني أبا عبد الله عليه السلام - هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عز وجل ؟ قال : لا ، بل كان في علمه قبل أن ينشئ السماوات والأرض .
[ الحديث رقم : 10 صحيح ] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار - رحمه الله - ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام ، يقول في دعائه : سبحان من خلق الخلق بقدرته ، وأتقن ما خلق بحكمته ، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه ، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وليس كمثله شئ وهو السمع البصير .
[ الحديث رقم : 11 صحيح ] أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن منصور الصيقل ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله علم لا جهل فيه ، حياة لا موت فيه ، نور لا ظلمة فيه .
[ الحديث رقم : 12 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : روينا أن الله علم لا جهل فيه ، حياة لا موت فيه ، نور لا ظلمة فيه ، قال : كذلك هو .
[ الحديث رقم : 13 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله . قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عيسى ابن أبي منصور ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله نور لا ظلمة فيه ، وعلم لا جهل فيه ، وحياة لا موت فيه .
[ الحديث رقم : 14 صحيح ] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري : عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : إن الله تعالى علما خاصا ، وعلما عاما ، فأما العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وأما علمه العام فإنه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وقد وقع إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله .
[ الحديث رقم : 15 صحيح ] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الأسدي ، عن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن زيد بن المعدل النميري وعبد الله بن سنان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله لعلما لا يعلمه غيره ، وعلما يعلمه ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون ، ونحن نعلمه .
[الباب (11) باب صفات الذات وصفات الأفعال]
[ الحديث رقم : 9 صحيح ] حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال :من صفة القديم أنه واحد ، أحد ، صمد ، أحدي المعنى ، وليس بمعان كثيرة مختلفة ،قال : قلت : جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع ، قال :فقال : كذبوا وألحدوا و شبهوا ، تعالى الله عن ذلك ، إنه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع ،قال : قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه ، قال :فقال : تعالى الله إنما يعقل ما كان بصفة المخلوقين ، وليس الله كذلك .
[ الحديث رقم : 12 صحيح ] أبي رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي - جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : كان الله ولا شئ غيره ، ولم يزل عالما بما كون . فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه .
[ الحديث رقم : 13 صحيح ]حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد ابن عبد الله ، عن أيوب بن نوح أنه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الله عز وجل أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكونها ، أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها ، فعلم ما خلق عندما خلق وما كون عندما كون ؟ فوقع عليه السلام بخطه :لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء .
[ الحديث رقم : 14 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، والحسين ابن سعيد ، ومحمد بن خالد البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي : أتنعت الله ؟فقلت : نعم ،قال : هات .فقلت : هو السميع البصير ،قال : هذه صفة يشترك فيها المخلوقون قلت : فكيف تنعته ؟فقال : هو نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت فيه ، وعلم لا جهل فيه ، وحق لا باطل فيه . فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد .
[ الحديث رقم : 15 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسين بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : لم يزل الله مريدا ؟فقال : إن المريد لا يكون إلا لمراد معه : بل لم يزل عالما قادرا ثم أراد .
[ الحديث رقم : 17 صحيح ] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : أخبرني عن الإرادة من الله ومن المخلوق ، قال :فقال : الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل ، وأما من الله عز وجل فإرادته إحداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي ، ولا يهم ، ولا يتفكر ، وهذه الصفات منفية عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك يقول له : كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ، ولا كيف لذلك كما أنه بلا كيف .
[ الحديث رقم : 18صحيح ] أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : المشيَّة محدثة .
[ الحديث رقم : 19صحيح ] أبي رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي - عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :خلق الله المشية بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشية .
[الباب (14) باب تفسير قوله تعالى : يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ]
[الحديث رقم : 3 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الحسين بن موسى ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز و جل : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : كشف إزاره عن ساقه ، ويده الأخرى على رأسه فقال :سبحان ربي الأعلى .
ابن التيِّهان :إنما فعل الإمام عليه السلام هذا الفعل تأكيداً على تنزيه الله تعالى عن الساق، وهذا معنى قوله عليه السلام : سبحان ربي الأعلى..أي المتعالي عن الساق الثابتة للبشر .
[الباب (15) باب تفسير قول الله عزَّ وجلَّ{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...إلخ]
[الحديث رقم : 1 صحيح ] حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن العباس بن هلال ، قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( الله نور السماوات والأرض ) فقال : هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض . وفي رواية البرقي : هدى من في السماوات وهدى من في الأرض.
[الباب (16) باب تفسير قوله عزَّ وجلَّ : وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ]
[الحديث رقم : 1 صحيح ] حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ، عن قول الله عز وجل : ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) فقال :ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه ـــ ألا ترى أنه قال : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) ومعناه إذ قالوا : إن الأرض جميعا قبضته يوم القيمة والسماوات مطويات بيمينه ، كما قال عز وجل : ( {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ) _ ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) .
[الباب (22) باب معنى جَنْبِ الله عزَّ وجلَّ]
[الحديث رقم : 2 صحيح ] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته :أنا الهادي ، وأنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله المتين ، و أنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب الله الذي يقول : (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة ، من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه ، وحجته على خلقه ، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله .
[الباب (23) باب معنى الحُجْزَة ]
[الحديث رقم : 2 صحيح ] أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الخزاز ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ثم قال : والحجزة النور .
[ الباب (24) باب معنى العين والأذن واللسان ]
[الحديث رقم : 1 صحيح ] أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لله عز وجل خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، وبهم يميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته ، قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء .
[الباب (27) باب معنى قول الله عزَّ وجلَّ (ونفختُ فيه من روحي) ]
[الحديث رقم : 1 صحيح ] حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله الله عز وجل : ( ونفخت فيه من روحي ) قال :روح اختاره الله واصطفاه وخلقه إلى نفسه وفضله على جميع الأرواح ، فأمر فنفخ منه في آدم .
[الحديث رقم : 2 صحيح ] أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحلبي ، وزرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال :إن الله تبارك وتعالى أحد ، صمد ، ليس له جوف ، وإنما الروح خلق من خلقه ، نصر وتأييد وقوة ، يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين .
[الباب (28) باب نفي المكان والزمان والسكون والحركة والنزول والصعود والانتقال عن اله عز وجل ]

[الحديث رقم : 1 صحيح ] أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام فقال : أخبرني عن الله متى كان ؟ فقال له :ويلك ، أخبرني أنت متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ، سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .

[الحديث رقم : 3 صحيح ] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الموصلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء حبر من الأحبار إلى أمير - المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أمير المؤمنين متى كان ربك ؟فقال له : ثكلتك أمك ، و متى لم يكن حتى يقال : متى كان ، كان ربي قبل القبل ، بلا قبل ويكون بعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنه ، فهو منتهى كل غاية . فقال : يا أمير المؤمنين فنبي أنت ؟ فقال : ويلك ، إنما أنا عبد من عبيد - محمد صلى الله عليه وآله وسلم .


[الحديث رقم : 5 صحيح ] حدثنا علي بن الحسين بن الصلت رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ابن علي بن الصلت ، عن عمه أبي طالب عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، : لأي علة عرج الله بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه و ناجاه هناك والله لا يوصف بمكان ؟فقال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان ، ولكنه عز وجل أراد أن يشرف به ملائكته وسكان سماواته ، ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه ، وليس ذلك على ما يقول المشبهون ، سبحان الله وتعالى عما يشركون .

[الحديث رقم : 10 صحيح ] حدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب عن حماد بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :كذب من زعم أن الله عز وجل في شئ أو من شئ أو على شئ .

[الحديث رقم : 14 صحيح ] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، قال : رأى سفيان الثوري أبا - الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وهو غلام يصلي والناس يمرون بين يديه ، فقال له ، إن الناس يمرون بك وهم في الطواف ، فقال عليه السلام :الذي أصلي له أقرب إلي من هؤلاء .

[الحديث رقم : 20 صحيح ] حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، قال :إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .








للتواصل معنا(ql3tsh.gmail.com)